كانت وظيفة التلفاز مقتصرة لفترة طويلة على هدف واحد فقط، ألا وهو تقديم البرامج والمعلومات للمشاهدين في منازلهم. وحتى في هذا العصر الذي تسوده أجهزة الكمبيوت المحمولة والهواتف الذكية، فلا تزال أجهزة التلفاز تتسيد، حيث تشير الدراسات إلى أن الأمريكيين يقضون عدة مرات أكثر في الأسبوع في الحصول على المحتوى الذي يبثه التلفاز بالمقارنة مع زيارة موقع Netflix أو غيره من مواقع البرامج عبر الإنترنت. ومن ثمة فليس من العجيب تنافس شركات التكنولوجيا الكبرى في إضعاف موقف مُصنعي الإلكترونيات التقليدية أمثال سوني أو سامسونج فيما يخص أجهزة التلفاز.

تفاعل وتواصل أكبر

مكنت أجهزة التلفاز الذكية أو تلك المتصلة بالإنترنت شركات التكنولوجيا من غزو مجال التلفزة. نظرياً، قد يمتلك مُصنعو أجهزة التلفاز قوة التفوق في هذا السباق بما أنها تنتج الأجهزة نفسها، ولكنها لم تتمكن بعد من إنتاج واجهة الاتصال بالكامل مثل تطبيقات بث مقاطع الفيديو، ومن ثمة فقد عجزت عن توفير ذات التجربة المقدمة من قبل مايكروسوفت أو أبل.

التوازن نحو عدد أقل من المنصات

يؤدي التعدد عادةً إلى ظهور نظام أو نظامين يتسيدان السوق. وقد كان يوجد عدد من مصنعي أجهزة الكمبيوتر ممن عملوا باستخدام أنظمتهم الخاصة قبل قيام مايكروسوفت ويندوز بتوحيد الأجهزة المختلفة تحت نظام برمجيات موحد، مع تكرار نفس الشيء مع الهواتف الذكية إثر قيام المصنعين بإطلاق الأنظمة المتنقلة الخاصة بهم قبل تفوق أندرويد وأبل. وغالباً سوف تُعاد الكرّة مع أجهزة التفاز المتصلة بالإنترنت، غير أن السؤال المطروح هنا يبقى لأي من الشركات ستؤول الريادة؟

كان من المفترض أن يُمثل Google TV الإجابة على هذا التساؤل، حيث أن خاصية البحث به تستطيع توحيد العديد من مصادر المحتوى وكذلك مختلف المُصنعين. وقد أحسنت غوغل صنعاً مع إطلاقها Google TV عام 2010، إلا أنه بسبب ضعف المساندة من قبل المُصنعين، والافتقار إلى التطبيقات والواجهة المناسبة، تم إلغاء هذا المشروع.

تُمثل شركة أبل بصيص أمل في هذا المجال، لا سيما مع انتشار الشائعات التي مفادها نية الشركة إطلاق هاتف ذكي متكامل بخاصية Siri وكذلك الاتصال بـ App Store وإمكانية الاتصال بكل من iPhone و iPod. وقد أوردت التقارير إحتمالية إطلاق الـ iTV في أواخر عام 2013 ولكن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تبوأ أبل الريادة وسط المُصنعين المتنافسين.

عملاق تقني آخر يتمثل في شركة مايكروسوفت وتمتلك ميزة التواجد الفعلي الحالي في معظم المنازل من خلال Xbox 360، فقد نجحت الشركة في بيع 70 مليون وحدة حتى اليوم، وقد يُعد ذلك بوابة لتوفير منظومة موحدة. ويبدو أن مايكروسوفت تعمل جدياً نحو تحقيق هذا الهدف، بتحويلها تركيز الـ Xbox من الألعاب الحصرية مع Kinect للخدمات الحية التي يُمكن استخدامها عبر الـ iPhone وكمبيوتر Surface المحمول. حتى أن الشركة تخطط لإطلاق جهاز Xbox مُصمم للوصول إلى الخدمات الترفيهية الرئيسية وربط جميع تلك الأجهزة بنظام عمل موحد هو Windows 8.