يسود اعتقاد خاطئ بكون الزراعة المستدامة هي الزراعة العضوية، بينما هي في الأصل منظومة تتطلب محاذير خاصة وتأخذ أشكالاً متعددة.

نمت فكرة الزراعة المستدامة بسبب رفض المنهج الصناعي التقليدي وتفضيل الأساليب الأخرى التي تتبنى عمليات بيئية طبيعية. وبالرغم من قدرة النظام الصناعي على إنتاج وفرة من المحاصيل الزهيدة، إلا أن تأثيره على البيئة كان مدمراً، كما هو واضح من خلال التآكل واستنزاف التربة وتدهور الموارد المائية وتدمير الغابات وغيرها من التأثيرات السلبية. كما أن الزراعة التقليدية غالباً ما تتطلب موارد أكثر مثل الوقود والسماد العضوي وموارد الري والنقل وكميات كبيرة من المياه.

أساليب الزراعة المستدامة

قد تضم الزراعة المستدامة مجموعة كبيرة من الأساليب، بما فيها الطرق العضوية والحيوية ومنخفضة المُدخلات. ولا تعني المزارع العضوية بالضرورة كونها مزارع مستدامة، خاصةً إذا ما تم تنفيذ الزراعة العضوية على نطاق واسع يُهدد البيئة. فالزراعة المستدامة تضمن إنتاج منطقة واحدة للغذاء لأجل غير مُسمى، ولتحقيق ذلك، يجب أن تلتزم المزرعة بعدم استخلاص أي موارد غير متجددة من الطبيعة وعدم الإضرار الدائم بالأراضي وتجنب المبيدات الحشرية وتحقيق تكامل الأراضي الزراعية مع مراعي المواشي.

النقد

يوجَه إلى الزراعة المستدامة النقد لكونها تُنتج كميات أقل من المحصول بالمقارنة مع الزراعة التقليدية، ومن ثمة ظهرت تحذيرات أيضاً بأن هذا النوع من الزراعة قد يؤدي إلى حدوث قصور في إمدادات الغذاء حول العالم. على هامش ذلك، يشير مؤيدو الزراعة المستدامة إلى دراسة تابعة للأمم المتحدة بتاريخ 2010 تفيد بكون أساليب الزراعة العضوية والمستدامة ضرورية من أجل توفير الغذاء لأجيال المستقبل.

غير أن أعداداً متزايدة من العلماء والخبراء يرون أن الزراعة المستدامة بمقدورها إطعام المزيد من الشعوب الفقيرة وكذلك يُمكنها البدء في إصلاح الأضرار البيئية التي أحدثتها الزراعة الصناعية. وتشير دراسة جديدة لباحثين في جامعة ماكجيل وجامعة مينيسوتا أنه بالرغم من انخفاض المحاصيل المنتجة من خلال الزراعة المستدامة، إلا أن الفروق ليست كبيرة بالدرجة بالنسبة إلى أنواع محددة من المحاصيل. كما وجدت دراسة أخرى للأمم المتحدة تناولت الزراعة في إفريقيا عام 2008 أن الزراعة العضوية أو شبه العضوية تنتج محاصيل بمعدل يفوق 100%.

فرص المستقبل

قد يتطلب تأمين الغذاء استخدام عدد من الأساليب الزراعية المختلطة، بالإضافة إلى أن اللامركزية في إنتاج الغذاء واستخدام الزراعة ضيقة النطاق تكون أقل عرضة للمخاطر المناخية.