من المتوقع أن يحافظ قطاع التجزئة على نمو ثابت حول العالم وذلك ابتداءً من عام 2012 حتى في ظل التعافي البطيء للاقتصاد عقب الكساد الذي ضرب العديد منالاقتصادات المتطورة في 2008. وبينما يتناقص إنفاق المستهلكين في الدول الأكثر تضرراً، فإن الدخل المتاح للمستهلكين في الأسواق الواعدة مثل الصين والهند والبرازيل في تصاعد، الأمر الذي يُشجع الأشخاص هناك على امتلاك مجموعة أوسع من السلع الاستهلاكية. وفي العديد من الدول، تُمثل تجارة التجزئة 10 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، وتتجلي في أسواق السوبرماركت والمتاجر متعددة الأقسام والمجمعات التجارية والبوابات الإلكترونية.

يجعل التنافس المحتدم بين الماركات التجارية، والأطراف المحلية ذات التموضع المتميز والمؤسسات الكبيرة العابرة للحدود، تجعل جميعها النجاح في هذا القطاع المُربح تحدياً بالغ الصعوبة. فالنجاح لا يعني فقط الحضور القوي بين قطاعات مستهدفة من المستهلكين، وإنما يتطلب أيضاً الالتزام بأفضل الممارسات التي تلقى إقبالاً متزايداً من قبل الأطراف المعنية.

أما أفضل ممارسات هذا القطاع فتشمل ما يلي:

1)    الإدارة الفعالة للعلامة التجارية – نظراً للأعداد الهائلة من بائعي التجزئة الطامحين إلى جذب المستهلك، فإن تأسيس طابع أعمال فريد يُعد الطريقة المُثلى للتميز عن المنافسين. فامتلاك علامة تجارية فريدة ومتميزة عن سائر العلامات يُعتبر بالفعل بمثابة الفوز بنصف المعركة.

2)    قيم جوهرية واضحة – إحدى الطرق التي يُمكن من خلالها توصيل رسائل تلقى استحسان المستهلكين، هي من خلال نقل الشركات لفلسفتها ومبادئها الجوهرية التي تساهم في تعريف علاماتها التجارية وتمييزها عن الآخرين. وتتعدد القنوات المتاحة لفعل ذلك مثل المسئولية الاجتماعية والموارد البشرية. كما أن أنواع المؤسسات الخيرية أو المنظمات التي تدعمها الشركات تساعد على ترسيخ اسمها في أذهان المستهلكين. من الجيد للشركات دعم الأعمال الخيرية، ولكن الأجدى لها مساندة تلك الجهات التي تتسق أهدافها مع القيم الجوهرية للشركة. من جانب آخر، تسنح الفرصة للموظفين لكي يتدربوا ويتشبعوا ويعكسوا تلك القيم الجوهرية.

3)    رسالة قوية تتناول الاستدامة والبيئة – تُفضل الأسواق المتطورة العلامات التجارية والشركات التي تلتزم بالممارسات المستدامة وتُبرهن على اهتمامها بسلامة البيئة وحمايتها. ومن ثمة، تتم معاقبة أي شركة تُهمل ذلك من قبل المستهلكين، لا سيما مع تأثرهم بأي تدهور بيئي ودرايتهم ووعيهم المتزايد به.

4)    نظام أمن شامل – قد تتعرض بعض المتاجر إلى محاولات السرقة أو التخريب أو غيرها من الأفعال، ولذلك يكون من المُجدي تثبيت أنظمة للمراقبة. هذا بالإضافة إلى ضرورة وجود محاذير تكافح الجرائم الإلكترونية أو تلك المتعلقة بالإنترنت، مثل محاولات سرقة بطاقات السحب الآلي أو بطاقات الائتمان.

5)    منهج متعدد القنوات – تتطور ساحة التجزئة اليوم بسرعة مطردة وتتبنى تقنيات وعمليات ومنهجيات جديدة. أضف إلى ذلك تغير أنواع المستهلكين. على ضوء ذلك، ومن أجل البقاء والنجاح، تعمل بعض العلامات التجارية على الظهور فعلياً بمقار حسية وأيضاً من خلال قنوات التواصل الاجتماعي ومجال الخدمات المتنقلة.