هو طريقة مُنظمة ومُنسقة لجمع وتحليل البيانات التي تم جلبها من مختلف المصادر ويتطلب استخدام الأدوات الحاسوبية والإحصائية والرياضية لاستخلاص النتائج. يسعى البحث الكَمي إلى قياس المشكلة وفهم مدى تأثيرها بالبحث عن نتائج قابلة للقياس على عدد أكبر من الأفراد.

 

من جانب آخر، يُعد البحث الكَمي أكثر استكشافية من غيره ويعتمد على جمع البيانات الشفهية أو السلوكية التي يُمكن تفسيرها بشكلٍ غير موضوعي. يتسم بمداه الواسع وغالباً ما يُستخدم لبيان مُسببات المشاكل المحتملة، حيث يُسلط الضوء على عدد من أوجه أي مشكلة تسويقية. وكثيراً ما يُجرى البحث الكمي قبل أو بعد البحوث النوعية، بحسب الدراسة وأهدافها.

 

تسعى الشركات التي تستخدم الأبحاث الكمية بدلاً من الدراسات النوعية إلى قياس المدى وتحري النتائج الإحصائية التي يتم تفسيرها بموضوعية. وبينما تتباين نتائج الأبحاث النوعية بحسب مهارة المراقب، فإن نتائج الأبحاث الكَمية يتم تفسيرها بطريقة مماثلة إلى حدٍ كبير من قبل جميع الخبراء.

 

يختلف نوعا البحث كثيراً، ليس فقط فيما يخص النتائج وإنما أيضاً حيث أن البيانات النوعية تقدم منظوراً غير موضوعي عن مشكلات التسويق، بينما تعطي المعلومات الكَمية نظرة على العلاقة بين مسببات وتأثيرات تلك المشكلات.

 

فرق ملحوظ بين نوعي الأبحاث يتمثل في طرق وأساليب جمع البيانات، والتي تُعد من أهم خطوات البحث الكَمية وتتطلب قيام باحث بإعداد واستخلاص المعلومات المطلوبة من الجمهور المستهدف.

 

أما عملية إعداد البيانات فتستوجب تحديد هدف جمع المعلومات وأساليب استخلاصها وترتيب خطوات الحصول عليها. ومن أهم أوجه هذه العملية هو اختيار العينة المناسبة، ومن ثمة جمع المعلومات فقط من الأشخاص ذوي الصلة الملائمين لأهداف الدراسة. تُعرف هذه المجموعة من الأشخاص بكونها القطاع المستهدف ويتشاركون سمات مماثلة على مدى عدة متغيرات.

 

أما أدوات جمع البيانات بالنسبة إلى الأبحاث الكَمية فتتجسد في الاستقصاءات والاختبارات التي قد تُثمر عن نتائج علمية محددة فيما يخص مُسببات وتأثيرات عدة عوامل مستقلة أو متصلة فيما يخص مشكلة ما.

 

وتكون أكثر الأساليب شيوعاً لإجراء الأبحاث الكَمية هي الاستقصاءات أو الاستبيانات التي قد تشمل المقابلات – ومنها المقابلات الشخصية والمقابلات الهاتفية أو عبر الإنترنت، وكذلك الاستبيانات الإلكترونية.

 

يأتي بعد ذلك تحليل البيانات التي تم جمعها وهي عملية تتطلب أدوات وخطوات مُنظمة مثل الاختبارات البيانية المتنوعة والحسابات التباينية وغيرها.