يُمثل هذا الجيل نحو 250 مليون شخص ويتميز بآرائه الفريدة والإيجابية عن الحياة والعمل والثقافة والقضايا الدولية، فضلاً عن طابعه الاستهلاكي المماثل لذلك الموجود في الغرب وأيضاً استخدامه المتزايد للإنترنت وأجهزة الموسيقى الرقمية والهواتف المتنقلة.

 

يتجه هذا الجيل أيضاً إلى التعبير عن آماله وطموحاته الفردية وأيضاً السعي نحو روح الريادة والأعمال التي افتقدتها الأجيال السابقة في الصين.

 

وقد نشأت الاختلافات الثقافية والسلوكية تلك بسبب عدد من العوامل المختلفة مثل الوصول إلى درجات أعلى من التعليم والنمو المطرد والاستقرار على الصعيدين المحلي والعالمي والتغيرات الطارئة على الدولة والتقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي الهائل الذي حققته الصين بعد تبنيها وتطبيقها لأفكار السوق الحرة.

 

كما يُعدد علماء الاجتماع سياسة الدولة بالسماح للزوجين بإنجاب طفل واحد فقط لعبها دوراً حيوياً في تطوير سمات فريدة واستثنائية لدى شباب المدينة بالصين، ممن يختلفون بشدة عن جيل الآباء والأجداد، ومن ثمة، يشير المراقبون إلى تلك الفجوة الجيلية الموجودة بين الشباب الصيني دائم التطور وبين الأجيال السابقة.

 

سمة أخرى متأصلة في هذا الجيل الجديد، والتي تُحفز الأطراف العالمية، هي تقبل هذا الجيل للأذواق الغربية، ومن ثمة إقباله على شراء الماركات التجارية الغربية. على ضوء ذلك، تهتم الكثير من الشركات العالمية بهذا الجيل من الشباب الصيني، لا سيما مع توقعات بقيادته للاقتصاد العالمي في المستقبل.

 

كيف لا بالنظر إلى كم الفرص الهائلة الذي قد يخلقه تعداد يُقدر بنحو 250 مليون نسمة.

 

فمن الماركات التجارية العالمية مثل نايك و BMW وأبل إلى الشركات الأمريكية والأوروبية المستجدة في مجال الطاقة والمال والترفيه والصحة، بدأت تلك الأطراف في التموضع بحكمة في السوق المحلية – أو على الأقل بصدد ذلك. وبحسب بعض التقديرات، فإن نحو 80% من الأثرياء في الصين هم ممن دون 45 عاماً.

 

كما أن الصين قد تخطت الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر سوق للسيارات في العالم، فضلاً عن كونها السوق الأكبر للمنتجات الفاخرة بعد اليابان، بالرغم من كونها معقل السلع المُقلدة.

 

أما هذا الجيل فقد بدأ يتوافد بالفعل على وجهات مثل ستاربكس وبات يشاهد أفلام هوليوود وأصبح يقود السيارات الألمانية.

 

وقد شرعت الشركات التي تستند استراتيجياتها طويلة الأجل على إسناد أهمية متزايدة للسوق الصينية إلى اتخاذ محاذير وإجراءات مثل الاندماج والاستحواذ والشراكات وتشارك المعرفة وتأسيس بنى تحتية لسلاسل الإمداد وغيرها.

 

وأخيراً، من المهم ملاحظة أن هذا الجيل لا يعكس اللمحة التقليدية المأخوذة عن المستهلك الصيني، غير أن قوة شرائه وانفتاحه المتزايد على الاقتصاد العالمي يساهم في ترعرع العلامات التجارية والأفكار الريادية.