يتسم اقتصاد قارة أمريكا الجنوبية بمعدلات النمو المرتفعة وبوفرة السلع والموارد وبالثبات والاستقرار وبالنمو السُكاني. ومن ثمة، ومع تطورها المطرد، قد تطرح أسوق هذه القارة العديد من الأسئلة الاستراتيجية على بعض الشركات.

 

مما لا شك فيه زيادة إقبال المستهلكين على المنتجات والخدمات في العديد من البلدان، والتي أُتيحت بواسطة اتفاقيات تجارة حرة جديدة وفعاليات عالمية مثل الألعاب الأولمبية ومشاريع البنية التحتية.

 

إلا أنه توجد بعض العوامل المعقدة التي لا تزال راسخة في سوق الأعمال بالقارة مثل الضرائب والديناميكيات الثقافية التي تؤثر على العادات والمعاملات. ولذلك، فإن أبحاث السوق هناك قد تُساهم في تسليط الضوء على المستهلك والقرار والأوجه الاستراتيجية في مناخ الأعمال السائد في أمريكا الجنوبية.

 

وقد تفوقت البرازيل مؤخراً على المملكة المتحدة باحتلالها المرتبة السادسة لأكبر اقتصادات العالم، وبحسب تقرير غولدمان ساكس، فإنه من المتوقع احتلال كل من البرازيل والمكسيك المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي بحلول عام 2050.

 

وتظل إحدى القضايا الشائكة هناك هي التوزيع غير العادل للدخل، الأمر الذي يُسبب الفقر، حيث أن الجزء الأكبر من الدخل يذهب إلى 10% فقط من سُكان تلك البلدان النامية ومن ثمة تزداد الفجوة بين الأغنياء والفقراء اتساعاً. من ناحية أخرى، تبقى نسبة المعرفة العلمية هناك دليلاً على وجود سوق متعلمة ومثقفة.

 

وتشمل بعض الصناعات النامية في أمريكا الجنوبية تصنيع وبيع السلع الاستهلاكية والتشييد والبناء والعقارات، بالإضافة إلى السياحة التي قد تصبح جزءاً هاماً من إجمالي الناتج المحلي سنوياً.

 

وقد يُمثل الاستثمار في تلك الدول مخاطر اقتصادية جزئية وكُلية، أولاً بسبب اعتمادها بشكلٍ كبير على التجارة مع الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثمة تأثرها بالأزمة الاقتصادية العالمية. ولكن يُقدر كون معظم حكومات أمريكا الجنوبية على قدرٍ من الاستعداد لمواجهة تلك الأزمات. أما المخاطر الكبرى الطاردة للاستثمارات فتضم الافتقار إلى الأنظمة المرورية وارتفاع الضرائب وتفشي الفساد.

 

ومع انفتاح أمريكا الجنوبية على العالم، قد توفر هذه القارة العديد من الفرص وأيضاً التحديات في خضم بيئة أعمال عالمية متغيرة.