برغم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الاقتصادات الغربية التي تُشكل السوق التقليدية للسلع الاستهلاكية في العالم، فلا تزال سوق التجزئة العالمية تحقق معدلات نمو سنوية مُشجعة لكافة الأطراف، بغض النظر عن المجال أو المدى
وقد لعبت عدة عوامل دوراً مهماً في هذا الصمود، أهمها الحالة المواتية في الأسواق الواعدة وتبني استراتيجيات وتقنيات جديدة والنمو المطرد لتعداد السُكان حول العالم
وبحسب مؤشر تطور التجزئة العالمي GRDI فإن مبيعات التجزئة للفرد زادت بواقع الضعف تقريباً (المُسجل هو نمو 90%) بالمقارنة بأرقام عام 2002 من 2000 دولار أمريكي إلى 3850 دولار أمريكي
في تلك الأثناء، زادت الاستثمارات بمعدل يفوق ثلاثة أضعاف من 40 مليون متر مربع فقط في عام 2002 إلى 130 مليون متر مربع العام الماضي. كما تشهد التحركات عبر الإنترنت نفس التوجه.
ومع ذلك، لم تكن جميع التطورات إيجابية، فعلى سبيل المثال اضطرت بعض شركات التجزئة ممن أنفقوا ملايين الدولارات في ترسيخ تواجد فعلي في الصين إلى إنهاء عملياتها المحلية أو بصدد إلغائها، ومنهم Best Buy و Mattel. غير أن ذلك لا يؤثر على نمو التجزئة عالمياً، إنما يُبرز فقط الأوجه المختلفة والقصور المحتمل الذي قد يواجه تلك الشركات عند تواجدها في أسواق أو اقتصادات بعينها
في حالة الصين، يُرسل المستهلكون المحليون إشارات مختلطة من حيث استحسانهم الماركات الفاخرة مثل لوي فويتون وشانيل، بينما يمتعضون من البضائع الأخرى مثل دُمى باربي التي تنتجها شركة ماتيل. أما مع Best Buy فإن أفضل استراتيجية خروج تمثلت في استخدام العلامات المحلية مثل Five Star لإبقاء عمليات التجزئة مُتسقة مع تفضيلات وأذواق المستهلكين المحليين، لا سيما فيما يخص الإلكترونيات
بفضل الإنفاق المتزايد في الاقتصادات الواعدة، تبقى شركات التجزئة العالمية – المتمثلة في الماركات الأمريكية والأوروبية غالباً – في الريادة، وتظل أكثر الشركات نظرة للمستقبل والأكثرها مرونة هي التي تجني أفضل المكافآت
تتطور أيضاً القنوات التي من خلالها تتم عمليات البيع بالتجزئة. وقد نشر مؤتمر التجزئة العالمي في برلين نتائج استقصاء حديث بآراء 100 من المسئولين الماليين أبرز ما يلي: 1) حاجة تلك الشركات إلى ترسيخ وجودها عبر الإنترنت 2) الأهمية الدائمة للمتاجر الفعلية التقليدية 3) اليقين من أن الصين توفر أكبر فرص لنمو هذا القطاع 4) ظهور الهند كوجهة أولى لتأسيس تلك المتاجر
وقد تمكنت شركات التجزئة من تعريف وتوظيف التوازن المثمر بين المصالح المحلية والعمليات الخارجية في الأسواق الواعدة من أجل تحقيق النجاح عالمياً، مثل تطبيق استراتيجيات إدارة المخاطر بالتواجد في عدد من الأسواق. ويتطلب النجاح في أي من تلك الأسواق جمع المعلومات الدقيقة والمُفصلة لبيان الطريقة الأكثر فاعلية لنيل استحان المستهلكين المحليين، ذلك لأن تبني نموذع أعمال أتى ثماره في دولة ما لا يعني بالضرورة نجاحه في بلدٍ آخر